عادة يكفيني هدوء الصباح لاكتب و لكن ليس اليوم… كنت قد حاولت ان ارتب افكاري و لكني كل ما حاولت ذلك هربت من يدي كحيوان بري لا يطيق القيد
لذلك سأبدأ من بداية المتاهة آملة الخروج منها مع آخر كلمة من هذه الصفحة.. احب عمان، احبها كثيرا و كلما خرجت الى الشارع و التقت عيني بسمائها و قد حفتها البيوت الحجرية العمانية الجميلة احسست بعمق تعلقي بهذا المكان و احب من يسكنون هذه البيوت الحجرية، احب وجوههم السمحة حتى في كشرتها…احب بساطة سعادتهم بالأكل في سياراتهم امام شاورما ريم و فلافل القدس و الذواق…احب "السلام عليكم عمي" الشامخة القوية من فم رجل الأمن على باب جامعتي و احب ان كل منا "ابن/ة عم" شخص لا يعرفه و احب نخوتنا للغرباء و احب عربيتنا…
و لكني لم احب قط عدم قدرتنا على الالتزام بالدور او سواقتنا الفوضوية و الكثير من مفاهيمنا المتحجرة التي تؤمن بان التطور يساوي خسارة هويتنا… انا لا احب دكتور يأنبني لأني خالفته بالرأي و لا مسؤول عني يفهم القيادة بانها انصياع من يقود لإرادته و تفكيره و لا أم لا تقر عينها بابنتها لانها ليست محمود…
كانت الاسابيع الماضية من اصعب الاسابيع علي و لم يكن جهد الدراسة هو الذي ارهقني بل كان التقائي بثقافة بلدي من دون حواجز لأول مرة، ارهقني الم المرضى و استهتار مسؤولي الرعاية الصحية، ارهقني من يأمرني بان لا اتعاطف مع المرضى لكي لا يتأثر حكمي، ارهقني قرارات رئيس الوزراء العشوائية ارهقتني كلمات الاحباط و نظرات التخلف و حال عمان….ارهقتني عمان
و لكني في كل بداية يوم مع الشمس يتجدد حبي لها و للأردن و يتجدد حبي للبيوت الحجرية و لعائلتي الكبيرة و اهل وطني، و كلما كبر هم عمان على اكتافي كبرت عزيمتي و عزمي على التغيير
صباحكم حب و عزيمة
تقهووا
دينا
photo credit: me
No comments:
Post a Comment