أثناء تصفحي لموقع الهلاك الاجتماعي
"الفيسبوك" وقع ناظري على منشور لاعلامي عربي معروف, يطلق على نفسه لقب
"الدكتور", و هذه المرة الثانية التي يقع ناظري على منشور تافه و طائفي
له, لذا قررت الدخول لصفحته للاطلاع على باقي منشوراته.
ليتني لم أفعل, فبعد قراءة منشورين أو ثلاثة,
أصابني تسارع في ضربات قلبي و شعرت بالاعياء. عوض أن ينشر الأخ الدكتور الاعلامي
المثقف منشورات تحذير من الخطر المحدق بالقدس و الأقصى, و من الاشتباكات التي تحصل
في عدة مناطق في الضفة و سبل مواجهة هذا الخطر و أهمية وقوفنا جميعا على اختلافنا
صفا واحدا مرصوصا, يقوم حضرته بنشر كلام
يحث على الفتنة, كل ما رأيت من منشورات محتواها يذم هذه الدولة و تلك, و اذا ما
قمت بقراءة التعليقات ستعرف أنه نجح في تغذية جذور الفتنة و الطائفية! و أتسائل ما
الفرق بينه و بين داعش و الصهيونية؟ الجواب هو: لا فرق على الاطلاق!
الاعلام و ثقافة المجتمع السائدة و الافكار
التي يبثها من على المنابر, سواء منابر دينية, أو ثقافية, أو اخبارية, هي خط
الدفاع الأول عن وحدتنا. و قد نجح و أقولها اسفة, الموساد و غيرهم من اعتلاء
منابرنا, و بث الفتنة و الطائفية بألسن عربية!
"كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته",
هكذا قال رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام, و هنا أتوجه بالسؤال الى اعلاميينا
و رجال الدين المسيحين و المسلمين, و أعلام الثقافة, هل قمتم بواجبكم على أكمل
وجه؟
و في هذا الصدد, أذكر المطران عطا الله حنا,
رجل الدين الوطني القومي, و من أشد المدافعين عن القضية الفلسطينية و له الكثير من
المواقف النبيلة, و قد استضافته جمعية عيبال الخيرية و كان لي الشرف أن أحضر
محاضرته القيمة و سأحدثكم باختصار عن أهم النقاط التي ذكرها.
بداية, ركز المطران السمح على العلاقة الطيبة
بين المسلمين و المسيحين في فلسطين, و عن وحدتهم و مواقف كل من الطرفين في حال
تعرض أي منهم و حتى مقدساتهم الى أذى, فالطرفان يذودان عن القضية الفلسطينية أولا
و عن وحدتهم ثانيا. مع العلم بأنه و مجموعة أخرى من رجال الدين المسيحي يدافعون
حاليا عن المسجد الأقصى, ليس خطابة و كلاما فحسب, بل ذهبوا الى باحاته و وقفوا
جنبا الى جنب مع المسلمين.
أكد المطران و في أكثر من مناسبة على أهمية
نشر الوعي بين الناس و توجيه نظرهم الى الخطر الكبير المحيط بفلسطين و عن أنها
القضية الأولى للعرب, و دعا الى تغير المناهج التي تبث بين سطورها الفتنة و
الطائفية, كما يناشد رجال الدين المسلمين أيضا بأهمية دورهم في نشر الوعي و دحض
الفتنة و الخطر المحدق بنا جميعا.
أليس هذا بالنهج الذي يتوجب أن يسلكه كل ذا
منصب أو مكانة لها علاقة و تأثير مباشر بالناس؟ ما الفائدة من الذم الذي غالبا ما
يكون ملفقا و صفيقا و خبيثا؟ ان كنت ترغب بالأصلاح حقا و ان كان يهمك أمر الأمة,
أليس بالأجدر بك أن تنشر ثقافة السماحة و الوحدة و الحب؟ أليس من الأجدر بك توجيه
الأنظار و العداوة نحو الصهاينة؟ الويل لكل اعلامي و لكل مدع للثقافة و لكل رجل
دين قام بتسخير منصبه للتضليل و نشر الفتنة و النعرات.
ما باليد حيلة, و للمرة الأولى سأستعيض عن
"دمتم بحب أو سلام" كما اعتدت ب "حسبنا الله و نعم الوكيل"!
ربى حب الرمان
انا معك يا ربى .. حسبنا الله ونعم الوكيل ..
ReplyDeleteانا اليوم شفت زميل اللي دكتور بحكي انو ليش ما تخلوهم يصلو في الاقصى هذا مكان مقدس للجميع .. قلت حسبنا الله ونعم الوكيل