Tuesday, October 16, 2012

عيادة الالم و النفسية..و!






كيف تصير الاحوال و أي منقلب تنقلب أمر عجيب حقا! بعد مرور شهر كامل على بدء عامي الدراسي الآخير و الذي دخلته و أنا عاقدة العزم على استغلاله أكبر استغلال (علميا طبعا) أخذت الآمور منعطفا اخر, فقد تحولت هذه السنة الى تجربة "روحانية". أتقدم بالشكر لقسم الجراحة, عيادة الآلم و عيادة النفسية!

شارفت على الاغماء مرتين أثناء دوامي في قسم الجراحة, لا لآن منظر الجروح و الدم مخيف, بل السبب أغلب الظن يعزى للأفكار التي كانت تراودني أثناء حضوري العملية  الجراحية! و تأثرت كثيرا في عيادة الالم و عيادة النفسية! الآفكار ليست بالشفقة على المرضى فحسب, فقد أشفقت على نفسي بالدرجة الآولى! شعرت بضعفي و هواني, فمهما بلغت من العلم و القوة كل ذلك قد يتلاشى في أي لحظة أمام مرض. أعيش و كأني أملك العالم, و كأني لن أضعف و لن أموت يوما. نسيت قول الله عز و جل في سورة النساء :" وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ", و في سورة البلد "  لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ( 5)يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7)أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ".
صوت خفي بداخلي كان يسألني: هل تضمنين بقاء صحتك؟ أنت بين يدي خالقك, لا حول لك و لا قوة. لم التكبر؟ و على من تتكبرين أيتها النفس؟

يصعب علي ترجمة شعوري, فقد خانتني الكلمات مرة أخرى, أستطيع أن أقول: بأننا نجد الله في مواطن كثيرة , وجدته في الجمال, في النعمة, و الان في المرض و الصحة.  قد يبدو حديثي متشائما أو قد تلمسون فيه بعض الخوف, هذا الافتراض صحيح الى حد ما, لكن أضيف الى ذلك الشعور بالحب و الرضا, و القرب أكثر و أكثر من الحقيقة. شعور بالنضوج و المسؤولية.

اسأل نفسك: أين وجدت الله؟

ربى

No comments:

Post a Comment

Archive

About Me

My photo
On a journey of exploration...